*
*
*
*
*
بالطبع كنت صغيراٌ جداٌ عندما أطلق السادات تعبيره الأشهر عما حدث في 18,19 يناير عام 1977 وما سماه " بإنتفاضة الحرامية " والتي أثبتت الأيام وحكم محكمة أمن الدولة العليا في القضية رقم 1844 لسنة 77 كلى وسط قسم عابدين برئاسة المستشار " حكيم منير صليب " وعضوية المستشارين " أحمد محمد بيكار وعبد الحكيم عماره " أنها إنتفاضة شعبية وبراءة ما يقرب من 146 متهماٌ وأنقل لكم هنا جزء بسيط من الحكم أتمنى أن تقرأوه بعناية ...................
"" ولكن المحكمة وهى تتصدى لتلك الأحداث بالبحث والاستقصاء لعلها إن تستكشف عللها وحقيقة أمرها لابد إن تذكر ابتداء إن هناك معاناة اقتصادية كانت تأخذ بخناق الأمة المصرية في ذلك الحين وكانت هذه المعاناة تمتد لتشمل مجمل نواحي الحياة والضروريات الأساسية للإنسان المصري
فقد كان المصريون يلاقون العنت وهم يحاولون الحصول على طعامهم وشرابهم ويجابهون الصعاب وهم يواجهون صعودا مستمرا في الأسعار مع ثبات مقدار الدخول ثم إن المعاناة كانت تختلط بحياتهم اليومية وتمتزج بها امتزاجا فهم مرهقون مكددون في تنقلهم من مكان إلى أخر بسبب أزمة وسائل النقل وهم يقاسون كل يوم وكل ساعة وكل لحظة من نقص في الخدمات وتعثر فيها
وفوق ذلك كان إن استحكمت أزمة الإسكان وتطرق اليأس إلى قلوب الناس والشباب منهم خاصة من الحصول على مسكن وهو مطلب اساسى تقوم عليه حياتهم وتنعقد أمالهم في بناء أسرة ومستقبل
وسط هذه المعاناة كان يطرق أسماع المصريين أقوال المسئولين والسياسيين من رجال الحكومة في ذلك الوقت تبشرهم بإقبال الرخاء وتعرض عليهم الحلول الجذرية التى سوف تهىء أزماتهم وتزين لهم الحياة الرغدة الميسرة المقبلة عليهم
وبينما أولاد هذا الشعب غارقون في بحار الأمل التى تبثها فيهم أجهزة الإعلام صباح مساء إذ بهم وعلى حين غرة يفاجئون بقرارات تصدرها الحكومة ترفع بها أسعار عديد من السلع الأساسية التى تمس حياتهم واقواتهم اليومية
هكذا دون إعداد أو تمهيد
فأى انفعال زلزل قلوب هؤلاء واى تناقص رهيب بين الآمال وفد بثت في قلوبهم قبل تلك القرارات وبين الإحباط الذي أصابهم به صدورهم
ومن أين لجل هذا الشعب ومعظمهم محدود الدخل إن يوائموا بين دخول ثابتة وبين أسعار أصيبت بالجنون
وإذ بفجوة هائلة تمزق قلوب المصريين ونفوسهم بين الآمال المنهارة والواقع المرير
وكان لهذا الانفعال وذلك التمزق إن يجدا لهما متنفسا
وإذ بالإعداد الهائلة من هذا الشعب تخرج مندفعة إلى الطرقات والميادين وكان هذا الخروج توافقيا وتلقائيا محضا
وإذ بهذه الجموع تتلاحم هادرة زاحفة معلنة سخطها وغضبها على تلك القرارات إلى وأدت الرجاء وحطمت الآمال .......... ""
«إن إيمان المحكمة واطمئنان ضميرها ووجدانها أن تلك الأحداث الجسام التي وقعت يومي 18، 19 يناير 1977 كان سببها المباشر والوحيد هو إصدار القرارات الاقتصادية برفع الأسعار، ولذلك فهي متصلة بتلك القرارات اتصال العلة بالمعلول والنتيجة بالأسباب، ولا يمكن في مجال العقل والمنطق، أن ترد تلك الأحداث لأي سبب آخر غير تلك القرارات لأنها صدرت علي حين غرة، وعلي غير توقع من أحد، وفوجئ بها الناس جميعاً بمن فيهم رجال الأمن.. فكيف يمكن في حكم العقل أن يستطيع أحد التنبؤ بها، ثم يضع خطة لاستغلالها ثم ينزك للشارع محرضاً ومهيجاً».
هذا ما كان منذ ما يقرب من الثلاثين عام ... واليوم نجد وقبل أن تجف الدماء على طرقات المحلة وشوارعها من يقول من مؤيدي النظام أن ما حدث أمس واليوم في المحلة هو أمر منظم تحركه جهات مشبوهه تهدف من وراء ذلك إلى زعزعة الأمن القومي المصري ومحاولة قلب نظام الحكم ... وما أشبه الليلة بالبارحة ولكن الخلاف أن قديماٌ كان الإتهام موجه لمنظمة حزب العمال الشيوعي المصري – والحزب الشيوعي المصري أما اليوم فما زال البحث جارياٌ عن الجهه التي تلصق بها تلك الإتهامات خاصة أن الإخوان المسلمين لم يشاركوا - رغم إستيائي شخصياٌ من موقفهم - في الإضراب وأعلنوها صريحة أنهم براء من هذا الشرف ..!!! ولكن يغيب عن السادة أسياد هذا الوطن أننا قلنا مراراٌ وتكراراٌ من قبل أن إستمرار الأوضاع الحالية وعدم محاربة الفساد والإحتكار والديكتاتورية سوف يؤدي بالبلاد إلى حافة الإنفجار وسيأتي على ما تبقى من الأخضر واليابس ... ولكن للأسف كانت ومازالت وستظل حكومة الحزب الوطني " ودن من طين والثانية من عجين " وإن كنت أتمنى ان يكون لهم فيما حدث بالمحلة عبرة وعظة لما هو قادم ... وإلا فالفوضى قادمة وستطال الكبير قبل الصغير ... كلمة لوجه الله والوطن ... لمن يريد أن يفهم
"" ولكن المحكمة وهى تتصدى لتلك الأحداث بالبحث والاستقصاء لعلها إن تستكشف عللها وحقيقة أمرها لابد إن تذكر ابتداء إن هناك معاناة اقتصادية كانت تأخذ بخناق الأمة المصرية في ذلك الحين وكانت هذه المعاناة تمتد لتشمل مجمل نواحي الحياة والضروريات الأساسية للإنسان المصري
فقد كان المصريون يلاقون العنت وهم يحاولون الحصول على طعامهم وشرابهم ويجابهون الصعاب وهم يواجهون صعودا مستمرا في الأسعار مع ثبات مقدار الدخول ثم إن المعاناة كانت تختلط بحياتهم اليومية وتمتزج بها امتزاجا فهم مرهقون مكددون في تنقلهم من مكان إلى أخر بسبب أزمة وسائل النقل وهم يقاسون كل يوم وكل ساعة وكل لحظة من نقص في الخدمات وتعثر فيها
وفوق ذلك كان إن استحكمت أزمة الإسكان وتطرق اليأس إلى قلوب الناس والشباب منهم خاصة من الحصول على مسكن وهو مطلب اساسى تقوم عليه حياتهم وتنعقد أمالهم في بناء أسرة ومستقبل
وسط هذه المعاناة كان يطرق أسماع المصريين أقوال المسئولين والسياسيين من رجال الحكومة في ذلك الوقت تبشرهم بإقبال الرخاء وتعرض عليهم الحلول الجذرية التى سوف تهىء أزماتهم وتزين لهم الحياة الرغدة الميسرة المقبلة عليهم
وبينما أولاد هذا الشعب غارقون في بحار الأمل التى تبثها فيهم أجهزة الإعلام صباح مساء إذ بهم وعلى حين غرة يفاجئون بقرارات تصدرها الحكومة ترفع بها أسعار عديد من السلع الأساسية التى تمس حياتهم واقواتهم اليومية
هكذا دون إعداد أو تمهيد
فأى انفعال زلزل قلوب هؤلاء واى تناقص رهيب بين الآمال وفد بثت في قلوبهم قبل تلك القرارات وبين الإحباط الذي أصابهم به صدورهم
ومن أين لجل هذا الشعب ومعظمهم محدود الدخل إن يوائموا بين دخول ثابتة وبين أسعار أصيبت بالجنون
وإذ بفجوة هائلة تمزق قلوب المصريين ونفوسهم بين الآمال المنهارة والواقع المرير
وكان لهذا الانفعال وذلك التمزق إن يجدا لهما متنفسا
وإذ بالإعداد الهائلة من هذا الشعب تخرج مندفعة إلى الطرقات والميادين وكان هذا الخروج توافقيا وتلقائيا محضا
وإذ بهذه الجموع تتلاحم هادرة زاحفة معلنة سخطها وغضبها على تلك القرارات إلى وأدت الرجاء وحطمت الآمال .......... ""
«إن إيمان المحكمة واطمئنان ضميرها ووجدانها أن تلك الأحداث الجسام التي وقعت يومي 18، 19 يناير 1977 كان سببها المباشر والوحيد هو إصدار القرارات الاقتصادية برفع الأسعار، ولذلك فهي متصلة بتلك القرارات اتصال العلة بالمعلول والنتيجة بالأسباب، ولا يمكن في مجال العقل والمنطق، أن ترد تلك الأحداث لأي سبب آخر غير تلك القرارات لأنها صدرت علي حين غرة، وعلي غير توقع من أحد، وفوجئ بها الناس جميعاً بمن فيهم رجال الأمن.. فكيف يمكن في حكم العقل أن يستطيع أحد التنبؤ بها، ثم يضع خطة لاستغلالها ثم ينزك للشارع محرضاً ومهيجاً».
هذا ما كان منذ ما يقرب من الثلاثين عام ... واليوم نجد وقبل أن تجف الدماء على طرقات المحلة وشوارعها من يقول من مؤيدي النظام أن ما حدث أمس واليوم في المحلة هو أمر منظم تحركه جهات مشبوهه تهدف من وراء ذلك إلى زعزعة الأمن القومي المصري ومحاولة قلب نظام الحكم ... وما أشبه الليلة بالبارحة ولكن الخلاف أن قديماٌ كان الإتهام موجه لمنظمة حزب العمال الشيوعي المصري – والحزب الشيوعي المصري أما اليوم فما زال البحث جارياٌ عن الجهه التي تلصق بها تلك الإتهامات خاصة أن الإخوان المسلمين لم يشاركوا - رغم إستيائي شخصياٌ من موقفهم - في الإضراب وأعلنوها صريحة أنهم براء من هذا الشرف ..!!! ولكن يغيب عن السادة أسياد هذا الوطن أننا قلنا مراراٌ وتكراراٌ من قبل أن إستمرار الأوضاع الحالية وعدم محاربة الفساد والإحتكار والديكتاتورية سوف يؤدي بالبلاد إلى حافة الإنفجار وسيأتي على ما تبقى من الأخضر واليابس ... ولكن للأسف كانت ومازالت وستظل حكومة الحزب الوطني " ودن من طين والثانية من عجين " وإن كنت أتمنى ان يكون لهم فيما حدث بالمحلة عبرة وعظة لما هو قادم ... وإلا فالفوضى قادمة وستطال الكبير قبل الصغير ... كلمة لوجه الله والوطن ... لمن يريد أن يفهم
بعض شعارات مظاهرات يناير 1977
================
يا ساكنيين في القصور ... الفقرا عايشيين في قبور
مش حنخاف مش حنخاف ... لا من قلعة ولا من إستئناف
الفقر بيطحن ويولع ... وأنور ماشي بيدلع
ما تفرحوناش بالشاخورة ... روحوا شوفوا المعمورة
بالروح ، بالدم ، حنزل الأسعار
أحنا الطلبة مع العمال ... ضد تحالف رأس المال
عبد الناصر ياما قال ... خلي بالكم من العمال
يا حكامنا في عابدين .. بأسم الحق وبأسم الدين ... فين الحق وفين الدين ... ؟
؟
؟
؟
مش حنخاف مش حنخاف ... لا من قلعة ولا من إستئناف
الفقر بيطحن ويولع ... وأنور ماشي بيدلع
ما تفرحوناش بالشاخورة ... روحوا شوفوا المعمورة
بالروح ، بالدم ، حنزل الأسعار
أحنا الطلبة مع العمال ... ضد تحالف رأس المال
عبد الناصر ياما قال ... خلي بالكم من العمال
يا حكامنا في عابدين .. بأسم الحق وبأسم الدين ... فين الحق وفين الدين ... ؟
؟
؟
؟
Subscribe to post feed
الحقيقة مجموعة تدويناتك الاخيرة في منتهي الروعة
خاصة هذه التدوينة وهذا الربط الرائع بين الحدثين واعتقد ان تداعيات هذا الاضراب ستكون كمثيله من حيث الزج بأبرياء خلف الاسوار إلي ان تظهر الحقيقة
ربنا يستر
اضراب 4 مايو اللي جاي هيكون الاهم في تارييخ مصر